الأسطورة عويطة .. مُحارِب إما "أن يكون الأول أو لا يكون"

- كشف برنامج "فيلم حياة Le film d’une vie، الذي بثته القناة الثانية "دوزيم" ليلة أمس الأحد، تفاصيل وجزئيات مثيرة من المسار الرياضي المُدهش للعداء العالمي والأولمبي الأسطورة سعيد عويطة، حيث أجمعت شهادات الذين تحدثوا في البرنامج على موهبة عويطة وشخصيته العصامية والفريدة التي لا ترى سوى النجاح في المضمار والحياة معا.

  وأبرز ضيوف البرنامج ذاته، ومنهم عزيز داودة المدير السابق لألعاب القوى المغرب، والطبيب الرياضي والمدلك البدني لعويطة، والعداءة الأولمبية فاطمة عوام، والعداء عزيز صهير، وأيضا صحفي في مجلة "ليكيب" الفرنسية، بأن عويطة كان "شخصية قوية وصلب الشكيمة حيث كان من الصعوبة جدا أن تقنعه بتغيير رأيه في شيء قد قرره من قبل، إذ كان يتمتع بطابع ومزاج صعب" يقول من عايشوه.

  وجاء في شهادات الحاضرين، الذين عاصروا فترة ذهبية من المجد الذي حققه عويطة بفضل عصاميته ومواظبته الجادة على التداريب، أن عويطة كان كثير الحرص على أن لا يخدش طريقة عيشه في حياته اليومية بأي شيء قد يؤثر على تركيزه واستعداداته لمسابقات الجري في جميع التخصصات من 800 متر إلى 10 آلاف متر، وهو الأمر الذي لم يكن متاحا لأي أحد سواه.

  وأوضح ضيوف البرنامج بأن عويطة كان مثلا لا يلمس تماما الأكل المُحضر في المعلبات أو ماشابهه، ويبتعد أيضا ما أمكنه عن السهر في الليل وعن كل ما قد يسيء إليه كرياضي قوي وذي طموح فائق خطط بدقة لمساره وتحقيق إنجازاته الخالدة في ألعاب القوى، كما كان يعتمد في تداريبه على الصرامة والكثافة إلى حد أن سيدة كانت بكماء وتتدرب مع مجموعة عويطة نطقت ذات يوم بتلعثم قائلة "بزّا..ااف هاذ الشي" يحكي المدلك البدني لعويطة.

  وكشف البرنامج الذي خُصص لمسار وحياة عويطة بأن هذا العداء كان قد وعد الملك الراحل الحسن الثاني بأن يفوز بسباقين اثنين في أولمبياد سيول، لكن القدر شاء بأن يصاب عويطة في رجله في الليلة التي سبقت السباق بسبب نرفزته في لقاء مع صحفيين، الشيء الذي جعله يدخل ثالثا في مسابقة 800 متر، التي قال عنها الصحفي الفرنسي بأنها مسافة لم تكن من اختصاصه لكنه رغم ذلك استطاع أن يجلب الاحترام له لما حققه فيها.

  ورغم إصابته، يضيف المتحدثون إلى البرنامج التلفزي، فقد كان عويطة مُصرا حينئذ على المشاركة في ثلاث مسابقات، وهي 800 متر و 1500 متر و5000 متر، وهو الوضع الذي كان صعبا تحقيقه رغم نصائح طاقمه الطبي والتقني، فقد كان عويطة شبيها بمحارب لا يهدأ له بال حتى يكون في المرتبة الأولى.

  وقال جميع من استجوبهم البرنامج إن عويطة كان شخصا من الصنف الذي إما أن "يكون الأول أو لا شيء"، وذلك بفضل تكوينه البدني والنفسي العالي جدا فضلا عن عزيمته التي تكاد تكون مثالية في مجال ألعاب القوى، حيث استطاع بفضل كل هذه المحفزات الذاتية أن يصبح أيقونة ألعاب القوى الوطنية ونال بذلك حب ملايين المغاربة لما عُرف عنه من جدية وإصرار.
ولفت البرنامج أيضا، على لسان المدلك البدني لعويطة، إلى أن هذا العداء عندما شاهد أول مرة العداء الجزائري نور الدين مرسلي يجري في إحدى المنافسات الدولية قال عنه بالحرف "واعر هذا البرهوش" متوقعا بأن يحتل مكانه، وهو ما حدث بالفعل عندما انهزم عويطة أمام مرسلي مرتين قبل أن يقرر لاحقا الاعتزال من ألعاب القوى.


تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad